-بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك …أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسرت مش أنا …
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال،:
-كدابة انتِ لسه بتحبيني يا حياة …حتي لو خطبتِ غيري هتفضلي تفكري فيا …سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة …
رغم الخراب بداخلها الا ان قناع السخرية التي ترتديه لم يتحرك من مكانه بل زادت ابتسامتها وهي تقول:
-والله يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة ….
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت:
-عموما هبعتلك دعوة خطوبتي …انت مهما كان زي اخويا …
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !….
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر بغضب …كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة …حقا سيجن منها…والأهم من هذا أنه سوف يجن من
نفسه …ما تلك الأنانية التي به …هو من تركها بالأول…تخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها … تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله …حياة لا تهمه فهو لا يحبها …لهذا عليه ألا يكون أنانيا …بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها …ولكن مهما حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره….
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام …عقدت حاجبيها وقالت:
-اومال فين حياة
-مشيت
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه …
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت:
-اهي ضاعت منك يا يوسف …مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..