ذهبت ملاك لزيارة مفاجأة لجاسر ..
ما ان رأته حتي عانقته عناق اخوي وجلست امامه…ابتسم جاسر لها وكاد ان يسأل عن وعد التي امتنعت عن الحضور إليه منذ شهر بسبب تعبها الا ان ملاك لم تعطيه الفرصة بل اخرجت هاتفها ..
– قابل حسناء جاسر النجار يا جاسر .
قالتها ملاك وعينيها لامعة بدموع حبيسة وهي تريه صورة لفتاة رضيعة علي هاتفها المحمول …
خفق قلب جاسر بقوة وترطبت عينيه بالدموع وهو يراها …يري روح والدته في ابنته …أول امرأة عشقها في ابنته …حارب جاسر دموعه
بقوة ولكن روحه كانت تحترق …وقلبه منفطر وهو يري فقط صورة ابنته الرضيعة …دون حملها او عناقها !!!…لقد حُرم من ابسط حقوق الزوج والاب…حُرم من ان يبقي بجوار وعد في اصعب لحظاتها ..حرام من ان يضم ابنته في اسعد لحظاته …تغلبت دموع جاسر عليه وتحررت من سجن عينيه وبشكل مفاجئ اجهش بالبكاء بصوت عالي كطفل صغير بطريقة جذبت انتباه جميع من في غرفة الزيارة
…نهضت ملاك وهي تبكي واقتربت منه ثم ضمته بقوة …تنهد وهو يضمها بدوره وقد عرف أخيرا شعور الاهالي الذين دمر اولادهم!!
…….
في المساء ..
-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
بتلك الكلمات اصبحت حياة زوجة ليوسف شرعا ورسميا …كانت جالسة علي طاولة كتب الكتاب ووجهها يشتعل خجلا …بينما عينيها تتألقان بسعادة لم يراها من قبل …لقد رأي أخيرا في عينيها الثقة بحبهما …الثقة بنفسها ووعد بالسعادة الابدية…نهض يوسف واقترب
من حياة ثم طبع قبلة قوية علي جبهتها .. بقربها شعر انه بالجنة …لقد امتلكت قلبه كما لم يمتلكه احب من قبل …حاربته وغزت قلبه بالكامل حتي اصبحت دقاته ملكا لها …هي فقط …نظر إليها بابتسامة من القلب وقال:
-نورتي حياتي يا حياة ..