ابتلع الرجل ريقه وقال:
-معرفش والله الهانم راحت فين وحضرتك متدنيش أوامر اني مطلعهاش برا البيت …
دفعه جاسر وصرخ به بقهر قائلا :
-ولا اديتلك أوامر تخرجها …فأزاي تسببها تخرج يا بني ادم انت …ازاي متمنعهاش …
اطرق الرجل برأسه وقلبه ينبض برعب بينما ابتعد جاسر …عينيه البنية محمرة من الغضب ….حريق بداخله لا يهدأ ….أيعقل أنها هربت منه….لقد ظلت اسبوع بعيدة عنه …ترفض تماما التحدث معه …يعرف كم هي محطمة من الداخل بسبب ما عرفته عن حقيقة زوجها
…وهو لا يلومها…يعرف أنه قد صدمها ولكن الا يمكن أن تعطيه فرصة ليشرح الأمر لها …ليخبرها أنها ينوي فعليا أن يتغير من أجلها …لانه يحبها بجنون …يحبها بيأس لا يفهمه …وعد هي طوق النجاة له من حياة طويلة مظلمة …هو بحاجة لها …بحاجة لحبها وابتسامتها التي
تشرق حياته …
تنهد بكبت ونظر لرجله وقال:
-لو ملقيتش وعد في ظرف ساعتين هقتلك فاهم ولا لا ؟!…خد كل الرجالة اللي هنا ودور عليها …اياك ترجع الا وهي معاك …انت فاهم؟!
صرخ الصياد في جملته الاخير ليهز الرجل رأسه برعب وكاد أن يتكلم إلا أنه تجمد وهو يري سيدته تدخل الفيلا ببرود …
-يا صياد الست وعد هنا ..
نظر جاسر خلفه ليجد وعد قادمة نحوه ترتدي قميص وبنطال باللون الاسود …ملامحها الجميلة متعبة ولكن ما زالت تحتفظ بنظراتها الحادة …