اتسعت عينيها ونبض قلبها وهي تري تلك النظرة الخاصة في عينيه…لا تعلم لماذا ولكن طلبه اثر بها كثيرا …شعرت بقلبها ينتفض داخل صدرها ولم تشعر بنفسها الا وهي تعطيه ابتسامة لطيفة وتقول:
-حالا دلوقتي هلبس …
…….
في المقبرة….
كان الصياد يمسك كف وعد ويسير بها …نظرت اليه وعد بعمق ملامحه تغيرت تماما وحفر الحزن اثاره العميقة في ملامحه …وقف أخيرا
امام قبر والدته وترك كف وعد …تأملت وعد القبر بدهشة كان حوله ازهار كثيرا …أحدهم يعتني كثيرا بهذا القبر وهي بالتأكيد عرفت من الذي يعتني به بتلك الطريقة …نظرت الي الصياد الذي ركع بجوار قبر والدته وقال:
-انتِ أول واحدة اجيبك هنا تزوري معايا امي …محدش بيزورها غيري ولا استنيت من حد يزورها غيري …ومطلبتش كمان…انتِ الوحيدة
اللي طلبت منك تيجي هنا يا وعد …اللي مدفونة هنا …
قالها الصياد وهو يلمس القبر بيديه بينما دموعه الساخنة تتساقط علي كفه وأكمل:
-اللي مدفونة هنا تبقي كل حياتي حرفيا يا وعد …ماما هي اكتر واحدة حبيتها ولسه بحبها …أنا كبرت ومعرفتش غيرها …ابويا مات وانا
عندي شهرين فمعرفهوش …امي كانت الاب والام ليا وواحدة واحدة بقت هي كل حياتي …عملت كل اللي اقدر عليه عشانها….كل اللي اقدر عليه عشان تبقي معايا بس مكانش كفاية ….امي سابتني ومن وقتها أنا انكسرت فعلا …
تسربت الشفقة لقلب وعد وجلست بجواره وهي تربت علي كتفه …امسك هو كفها ونهض وهو يمسح دموعه وقال؛