عنها ؟ إنتي ماتقدريش تقولي لي لأ !
كانت وجنتاها ملتهبتين و عيناها تفيض بقطرات دموع كبيرة لم تذرف مثلها قط، كانت تتململ بلا حول و لا قوة و هي ترد عليه بصوتٍ باكي :
-مش هقولك لأ.. لكن أقسم بالله. بعدها مش هاعيش عشان أشوف صبح جديد. هاموت نفسي و أرتاح من العار ده كله.. انت
عاري في الدنيا و الآخرة يا مراد. عمري ما هسامحك. أبدًا !!!
القسم الذي تلته على مسامعه جمده في لحظة، و أدرك بأنها لا تعبث بالكلام، و فجأة انحسرت الرغبة كما اندلعت فجأة، تراجع عنها …
أحسّت و كأنها تعرّت عندما انفصل عنها بغتةً مُعرضًا مواطن قبلاته الرطبة على بشرتها الدافئة للبرودة من حولهما، و بأيدي مرتعشة حاولت “إيمان” اغلاق أزرار بيجامتها ثانيةً و هي لا تكف أبدًا عن النحيب الصامت، من جهة أخرى انحنى “مراد” و
التقط شالها، وضعه فوق كتفيها ثم عدل الحجاب فوق رأسها ؛
ابتعد خطوتين للوراء و تشابكت نظراتيهما لبرهةٍ، ثم أمرها بهدوء :
-إمشي يا إيمان.. إنزلي دلوقتي. يلا !
ما كانت لديها القدرة على المضي خطوة، لكنها أجبرت نفسها و هربت بأسرع ما أمكنها من أمامه، بينما وقف يحدق في إثرها
مستشعرًا تأثير الشراب الذي لم يزول بعد عن عقله، لكنه لحسن حظها كان أخف من أن يدفعه لإرتكاب جريمة أخرى بحقها
فهو لا يزال يكفّر عن الأولى
إلا أنه لا يبتغي التوبة منها، الليلة تأكد بأنها جزء منه، لا زال يعشقها، و لن يعثر على نظيرة مثلها أو أعلى منها مكانةً مهما بحث