-بتعملي إيه هنا !؟
بدا لها صوته غريبًا كشكله، لكنه كان يترنّح يمنة و يسرى، كان و كأنه معرضٌ للسقوط و كان قلبها رهن إشارةٌ منه، لا يمكنها
أن تراه بحاجة لمساعدتها و تعرض عن هذا، مطلقًا …
-انت كويس يا مراد ؟ مالك تعبان و لا إيه ؟؟
كانت في صراعٍ بداخلها، أتهب لمساعدته أم تلتزم السكون تفاديًا للكوارث المحتملة !!
و لكن ردّه العنيف صدمها كليًا :
-و انتي مالـك بيـا. حد قال إنك الدادة بتاعتي. امشي من وشي يا إيمان !
و أستل مفتاح الشقة من جيبه و دسّه أمام نظراتها المصدومة بالقفل، فتح الباب و ولج، ثم تأهب ليغلقه بوجهها، لكنها دفعته
بكفها و دخلت رغمًا عنه، أغلقته من ورائها و وقفت قبالته عاقدة ذراعيها أمام صدرها
تنظر إليه شزرًا، بينما ينظر إليها بمزيج من السخط و الألم …
-عايزة مني إيه يا إيمان ؟ .. سألها “مراد” بغلظةٍ
-أنا شبعان حوارات و مش حمل ضغط منك إنتي كمان. مش هايكون حلو لا ليا و لا ليكي و أنا بحذرك !!
قست ملامحها الآن و هي تقول بحدةٍ :
-مانخليش دماغك دي تسافر بيك يا مراد.. أنا مش جاية أتمسّح فيك. أبدًا.. أنا جاية أفرح. و أشمت فيك
حدجها بنظرةٍ تتأرجح بين الذهول و الغضب، فأومأت مؤكدة بتشفٍ :
-أيوة.. جزاء ما عملت فيا و سيبتني. إتعمل فيك نفس الفصل.. و لسا يا مراد. و لا كنت مفكر إنها هاتعدي كده ؟ ده ربنا اسمه العدل !!