يجب أن تحمد الله كثيرًا و تشكره على تلطفه بها، بالرغم من الكبائر التي اقترفتها، و لكن يبدو أنها تتطهر منها، بموت ابنها البِكر و مفضلها “سيف”.. ثم بمرضها الذي أبقاها طريحة الفراش بمشفى للأمراض العقلية لمدة عامين كاملين
صحيح أنها شاخت كثيرًا بالنظر إلى عمرها، و لكنها بصحةٍ جيدة، حتى لو كان الحزن قد غيّرها و جعلها أكثر انعزالًا و انطوائية ؛
دق باب غرفتها، و قد كانت تقرأ في المصحف الخاص بها، أنهت الآية التي تقرأها، ثم أغلقت دفتيّ الكتاب الشريف و هتفت و
هي تنظر جهة الباب :
-ادخل !
إنفتح الباب، ليدخل ابنها الشاب “مالك” مبتسمًا :
-نعم يا ماما. مايا قالت لي إنك عايزاني أول ما وصلت !
أشارت “راجية” برأسها :
-تعالى يا مالك. اقفل الباب وراك و تعالى
فعل ما طلبته منه، و جاء ليجلس أمامها على طرف السرير، دنى منها أولًا و قبّلها على خدها متمتمًا :
-اخبارك إيه يا حبيبتي.. وحشتيني
غضت “راجية” الطرف عن مداعبته الودودة و سألته مباشرةً :
-كنت فين كل ده برا يا مالك ؟
-كنت قاعد على القهوة مع اصحابي. كان في ماتش إنهاردة عشان كده اتأخرت شوية
-انا بسألك ! .. قالتها بابتسامة عطوفة