“سيف”… كانت واثقة من هذا كثيرًا !
لكن.. حتمًا إن “مايا” مخطئة، فالصغيرة لا تشبه أباها البتّة، بل الحقيقة أنها تشبه “مراد” !!!!
رغم أنه ليس والدها، و أنها ولدت بعد حادثة أمها معه بتسعة أعوامٍ، زمن طويل.. لكن للغرابة أنها تحمل ملامحه أكثر، عينيه الرماديتين، لونه البرونزي، تمويجة شعره الناعمة، و تعبيرات وجهه حين يضحك، و حين يغضب
كان شيئًا عجيب، لو تزوجت بعد ذهابه مباشرةً لظنّت أن طفلتها منه هو، و ليس من “سيف” الذي على قدر عشقه له قد أذاقها ألوان و سجايا العذاب النفسي و الجسدي في آنٍ واحد …
انتبهت “إيمان” لدموعها الجارية على خديّها عندما تناهى إلى سمعها صوت موتور سيارته، كفكفت دموعها بظاهريّ يديها بسرعة و قامت، قفزت صوب النافذة و تطلعت من وراء الستار، فإذا به يخرج من سيارته متعثرًا في خطاه، كان يتكئ قليلًا بيديه
على باب السيارة المغلق و كأنه يختبر إتزانه.. ثم رأته يمشي للداخل و اختفى
لا تنكر إنقباضة قلبها عليه، إذ لأول مرة تراه على هذه الحالة، لا تعلم به، أهو متعب أم ماذا ؟
و في ظرفٍ آخر غير الذي رأته كانت لتفعل ما برأسها أيضًا، كانت لتذهب عنده و تظهر الشماتة به، إنه يستحقها، بعد ما فعله بها.. أخيرًا صار معه نفس الشيء
أخيرًا ها هو يتألم و يعاني كما عانت و لا تزال تُعاني ؛
بدون تفكير سحبت “إيمان” غطاء رأسها و الشال الأسود الذي تتدثر به خارج غرفتها في خضم هذا البرد القارس، ثم مثل المرة الفائتة، خرجت بخطواتٍ صمّاء …
*****