-مراد ! إحنا قولنا إيه ؟ القاعدة دي إتعملت عشان نحل الموضوع مش نعقده و نجرح في الناس كده منغير ما نفهم كل حاجة كويس
مراد بسخرية : إنت فاكر إن ده بيتجرح ؟ ده أبرد من لوح التلج. ده يجيبلك شلل و إنت قاعد صلى عالنبي يا أدهم إنت ماتعرفوش أدي
أدهم بهدوء : عليه الصلاة و السلام.. يا سيدي طبيعي ماعرفوش و إنت تعرفه أكتر مني عشان صاحبك. بس لازم نتكلم و نتناقش بالمعروف. دي مش طريقة يا مراد إهدا عشان تفهم
يقطب “مراد” جبينه بشدة مغمغمًا :
-أنا مش طايقه. مش طايق أي حاجة تيجي من ناحيته. و مش عارف يا أدهم إنت صممت على القاعدة دي ليه ؟ ده واحد قذر
عايش طول عمره في نجاسة و قرف و ماستبعدش أبدًا إنه يكون غوى بنت عمه و إنهم إستغفلوني هما الإتنين
في هذه اللحظة لم يستطع “صالح” كبح نفسه أكثر، فقفز واقفًا لينقض على “مراد” بلمح البصر، فيكيل له الضرب و اللكمات العنيفة …
يهب على الفور كلًا من “عثمان” و “أدهم” للحؤول بينهما، و رغم أن ذلك كان صعبًا بادئ الأمر خاصةً و أن “مراد” إستطاع أن
يتغلب على “صالح” في لحظة و كاد ينال منه.. ألا أن “عثمان” حال دون ذلك و أمسك بتلابيب إبن عمه و إجتذبه بعنف صائحًا :
-تعالى هنـــا ! إنت إتجننت ؟ إثبت. إرجع مكانك و إوعى تتحرك سامعنـــي ؟ يا إما تنزل تستناني تحت !
يتراجع “صالح” مذعنًا لأمر “عثمان”.. لكن ما زال غضبه يتفاقم، فيدس يده يجيب سترته و يخرج قارورة الكحول الفضية التي يحملها دائمًا و بدون مقدمات يفتحها و يفرغ منها بقوة داخل جوفه …