مايا باحباطٍ :ليه كده بس يا إيمان.. هو لحقنا نشبع منكوا ؟؟
إيمان متأسفة : معلش يا مايا. ماما تعبت و سلاف كلمتني من وراها.. لازم أكون جمبها !
*****
جلس كلًا من “عثمان” و “صالح” إلى مقعدين متجاورين، بينما يجلس مقابلهما ذلك الرجل المهيب ذو اللحية السوداء الكثة المشذبة بعناية، و “مراد” الذي ما زال صامتًا حتى الآن و لم ينطق بحرف …
هذا السكون الثقيل قد بدأ يوتر الأجواء، حتى أن بعض تململ أصاب “صالح” و شعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من فقدان سيطرته على نفسه.. إلا أن صوت المدعو “أدهم” سرعان ما برز قالبًا موازين الجلسة إلى صالحه فقط …
-منورين مكاني المتواضع يا سادة ! .. قالها “أدهم” بصوته القوي مزيدًا الترحيب بضيوفه
رد “عثمان” التحية بنفسه و نيابة عن إبن عمه الغضوب :
-بنورك يا دكتور أدهم. متشكرين أوي على حسن إستقبالك لينا و خاصةً إننا أغراب عنك
أدهم معاتبًا بحليمية :
-عيب تقول كده يا أستاذ عثمان. مراد ده يبقى إبن خالتي حتى لو مش بنشوفه إلا كل كام سنة مرة .. و ضحك مكملًا :
-و حضرتك تبقى صاحبه و صديق عمره زي ما حكالي. يعني تقريبًا بقيت مننا و علينا زي ما بيقولوا
-صحح كلامك يا أدهم من فضلك ! .. صاح “مراد” بحدة فجأة
تركزت الأنظار عليه، ليتابع بنفس الإسلوب :
-الصداقة دي كانت في الماضي و خلاص خلصت.. أنا صحابي رجالة. مش زبالة و أنجاس زيه !
يتمالك “عثمان” أعصابه بصعوبة عندما سمع هذا الكلام يخرج من فم صديقه المقرب لأول مرة، بينما يلتفت “أدهم” نحو “مراد” موبخًا :