يصل “عثمان البحيري” إلى العنوان الذي بعثه إليه صديقه برسالة مقتضبة، يجد “صالح” ينتظره أسفل البناية المتواضعة
ما إن رآه يترجل من سيارته حتى مضى صوبه مسرعًا و هو يهتف :
-أخيرًا وصلت.. أنا واقف ملطوع هنا بقالي ساعتين و شوفت الزفت مراد و هو طالع. كنت هارتكب جريمة لولا مسكت نفسي
يغلق “عثمان” سيارته وهو يرد عليه ببروده المعهود :
-ياريت بقى تمسك أعصابك أكتر عشان لسا التقبل جاي. أنا ماكنتش عايزك في القاعدة دي أصلًا. ف ماتخلنيش أندم .. و مشى نحو بوابة البناية
تبعه “صالح” مغمغمًا بغيظ :
-إنت شايفني عيل صغير ؟ ماشي هاسيبك إنت تتكلم و أما نشوف أخرتها !
عثمان بضجر : شاطر. ورايا بقى من سكات !
دقيقتان و كانا قد وصلا إلى الطابق الأخير، حيث صارا أمام غرفة مشيدة بالطوب و الحجارة يكسوها طلاء مريح للبصر و يتوسطها باب خشبي مصقول غامق لونه
كان الباب مفتوحًا عن آخره، لكن “عثمان” لم يرى شيئًا خلفه، مجرد ضوء أصفر مشع بالداخل، فسار للأمام يجاوره “صالح”، حتى صارا عند الباب تمامًا …
دق “عثمان” عليه و هو يمد رأسه مستطلعًا …
-سلام عليكوا ! .. صاح “عثمان” بصوته القوي
آتاه صوت رجولي أجش على الفور :
-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. اتفضلوا !
مد “عثمان” ساقه و ولج و هو يحث “صالح” على إتباعه، رفع نظراته مستكشفًا، ليرى صديقه و رجلًا آخر وجهه غريب عليه، لا