-أوكي. حطهم في العربية بتاعتهم و نزلهم في الأسانسير.. و أنا. أنا هاخد شاور بسرعة و أرجع لك
ابتسم بدوره و قال بحماسة و هو يستلّ هاتفه ليحدث أمه :
-تمام. بس لو اتأخرتي عليا إنتي حرة. هاجي لك ناخد الشاور سوا !
لم تستطع تمرير مزحته الجديّة كما تعلم، ضحكت بانطلاقٍ و شقاوة و ركضت بسرعة من أمامه، أما هو و قد استعاد إشراقة وجهه و نشاطه، زفر بارتياحٍ شديد و مضى مسرعًا ليحضّر صغاره للنزول إلى جدتهم …
*****
كان عبءً ثقيل عليه، أن يلتقي بها مجددًا، و خاصةً بعد مواجهة البارحة
مرةً أخرى مدى غبائه حين قرر العودة إلى هذا البيت، كان قد قطع صلته به مثلما قطعها معها منذ تلك الليلة، لكنه تحامق و عاد.. ما الذي توقّعه ؟
ألّن يأتي ذلك اليوم الذي يتواجها فيه ؟
يا له من أبله حقًا
و ها هو يكرر نفس الخطأ و يذهب إلى حيث هي بقدميه …
-صباخ الخير يا خالتو !
ارتاح كثيرًا لأن التي قابلته عند باب الشقة هي خالته و ليست هي ؛
استقبلته “أمينة” بابتسامة ملء وجهها و دعته فورًا للدخول :
-صباح الفل يا حبيب خالتك. خش يا حبيبي. أنا كنت لسا هاطلع أشوفك صحيت و لا لأ. الفطار جهز خلاص ..
لبّى “مراد” دعوتها و دلف مطرقًا رأسه تحسبًا و قلقًا من لقاء “إيمان”.. لكنه دحض مخاوفه عندما علا صوت خالته متجهة إلى رواق الغرف :