-عايزك يا سلاف من فضلك !
ردت بصوتها الناعم الطبيعي و لكن باللهجة اللا مبالية نفسها :
-حاضر. هاخلص مع الولاد بسرعة و هاروح أحضر لك الفطار. مسافة ما تغيّر هدومك هايكون جاهز
أدهم بصرامةٍ : أنا مش عايز فطار. أنا عايزك.. حالًا !!
و أدار لها ظهره فورًا، عاد أدراجه إلى غرفة النوم و انتظرها هناك و هو يقف مستعرضًا محتويات خزانته، لم تمر دقائق إلا و أتت إليه في الحال كما أمرها …
-نعم !
انبعث صوتها ناعمًا من خلفه، فلامسه بنفس ذات النعومة و جعله توّاقًا أكثر إليها، تنهد “أدهم” و إلتفت نحوها.. كانت تقف أمامه بمنتهى الأريحية، كما لو أنها لم تضايقه أبدًا مِمّ استفزه
لكنه كظم غيظه من جديد و تحدّث برفقٍ :
-تعالي يا سلاف.. قرّبي عندي
أطاعته و مشيت إليه وئيدًا، حتى وقفت قبالته، تطلعت إليه بشجاعة، فظل فقط ينظر إليها لبضع لحظاتٍ دون كلام، تنهد من أعماقه و هو يرفع كفّه ليحط به جانب وجهها قائلًا بلطفٍ :
-هانوصل لفين يا سلاف ؟ في كل مرة نختلف فيها. ليه الخلافات بتاخد أكتر من قيمتها. بدل حبنا.. ليه مش هو إللي يتغلّب
على عنادك. ليه بتتعمدي تقسي كده و أنا عمري ما قسيت عليكي !
رفعت حاجبيها و رددت بذهولٍ :
-لأ بجد. و الله.. انت عمرك ما قسيت عليا يا أدهم ؟ انت بتكدب يا دكتور ؟ أمال إللي عملته فيا إمبارح على السلّم ده كان إيه !؟؟؟
عبس بتأثر متمتمًا :