خرج و عاد إلى غرفته أثناء مروره بالرواق سمع قهقهات صغاره و أمهم فابتسم
و بعد فرغ من صلاته خرج و عرج عليهم بغرفة الأطفال، ليجد “سلاف” قد أطعمتهم و ألبستهم ملابس غير التي ناموا فيها _ كعادة كل يوم _ و ها هي تنهي تمشيط شعر طفلها الأوسط، كانوا جميعهم آية في الجمال و بهجة لنظره، فمكث مكانه دون أن يصدر صوت يراقبهم و هو يبتسم بحب و موّدة
حتى صرخ طفله الأصغر بسعادة عندما لاحظ وجوده، قام عن قوائمه و مشى كما يسير طائر “البطريق” وصولًا إليه …
-بـ بـ بآااااااااااااااععع !
انحنى “أدهم” بلحظةٍ و حمله بين ذراعيه هاتفًا :
-حبيب بابا. روحي. صباح الفل يا نور عيني !
كانت قافيته الشهيرة دائمًا في محلها، متناغمة مع اسم طفله “نور”.. احتضنه و قبّله دون أن يحيّد بعينيه عن زوجته التي ما زالت تعامله بجفافٍ و بل أزادت عليه التجاهل، فلم يجد بُدًا من إتخاذ الخطوة الأولى كعهده، سار ناحيتها حيث كانت تجلس فوق كرسي صغير و تضع في حجرها الصغير “آدم” تضع له المرطبات العطرية الخاصة ببشرة الأطفال …
-نور عامل إيه إنهاردة. حساسيته هديّت ؟ .. تساءل “أدهم” بصوته الهادئ الرزين
جاوبته “سلاف” دون أن تنظر إليه :
-كويس على دراعك أهو. العلاج إللي مشي عليه كان سريع الحمدلله
تمتم إثرها : الحمدلله. الله يعافيه و يحفظه هو اخواته
و قبّل الصغير مرةً أخرى، ثم أنزله على قدميه، و إلتفت لأمه :