لم تتحرك قيد أنملة، فارتاب و استدار ليقف في مواجهتها، دنى برأسه لينظر في وجهها جيدًا …
-إيمان.. انتي كويسة. إيمـان مالك !!!؟
ارتفع رأسها رويدًا رويدًا، حتى تشابكت نظراتيهما، و رمقته بنظرةٍ أفزعته من داخله، ثم قالت و هي تمسح دموعها بظاهر كفها دون أن يرف لها جفن :
-أنا بكرهك.. وعد مني يا مراد. أنا هاحفرك من جوايا.. شكرًا ليك. عشان انت إنهاردة و أخيرًا ادتني أهم سبب عشان أمحيك من حياتي… شكرًا !
لم يكاد يأتي بأيّ فعل حتى رآها و قد إلتفتت و انطلقت كالرياح العاصفة مغادرة إيّاه هذه المرة، و دون أن تنظر وراءها، تمامًا كما فعل هو بها من قبل !………………………………………….
يتبع…
“قلت لي ذات مرة ؛ ماذا عليّ أن أفعل لتكوني لي؟.. دعني أخبرك بهذا إذن، لقد كنت دائمًا لك، و لكن معك… لن أكون أبدًا!”
_ إيمان
حلّ الصباح و لأول مرة يبيت كلاهما متخاصمان، فقد نفذت “سلاف” ما برأسها و عاقبته، لكنه هذه المرة لم يقع في شِراكها
كليًا، لم يشأ أن يتقرّب إليها ليلة أمس حتى لا تقابله بالجفاء و البرودة، تحمّل أن يطبق جفونه و يغفو دون أن تكون بين ذراعيه مثل كل ليلة، و قرر أن يحل ما بينهما حين يستقيظا ؛
و لكنها لم تكن بجواره الآن، و قد فتح عيناه و لم يجدها في فراشه، خمن فورًا بأنها ذهبت إلى الصغار، تثاءب “أدهم” و هو ينفض عنه الكسل في الحال، أطفأ المنبّه و قام مرتديًا خفيّه، مضى رأسًا إلى الحمام أولًا، أدّى روتينه الصباحي و توضأ، ثم