لم يكن يصدق الحماقة التي اقترفتها، لكن أكدت له ثانيةً و الدموع ملء عينيها :
-أيوة اعترفت له. أمال كنت عاوزني أخدعه و أخلّيه يتحمّل غلطة غيره ؟ انت فاكرني زيك !؟؟
هز رأسه مشدوهًا و ردد :
-إنتي مجنونة. ليه عملتي كده ؟ ليه حوّلتي حياتك و بإيدك لجحيم.. كان ممكن تبدأي من جديد !!
-ابدأ من جديد ؟؟ .. عقّبت بشبه صراخٍ و قد أغضبتها كلماته بشدة
-انت صاحي لكلامك ؟ هو انت واحد كنت اعرفه فترة و سيبنا بعض. انت من دمي و دبحتني. نهشتني و إدتني ضهرك و مشيت.. انت خايـــن !!!
لم تعطِه فرصة ليستوعب فداحة فعلته على ضوء اتهاماتها، و إذ نناهى لسمعه صوت جرس المصعد بالخارج، تحرك بسرعة
البرق و شد ذراعها بقوة و دار حول نفسه، إلتصق ظهرها بصدره و حبسها بين ذراعيه، و كمم فمها الباكي بكفّه الآخر ؛
سكن كليًا و بقى ينصت فقط …
لحظات و سمع جرس الباب يدق مرتين.. صمت.. ثم دق مرتين ؛
تسارعت نبضات قلبها، بينما تصبب جبينه عرقًا و هو يستمع إلى الصوت المنبعث من الخارج، و الذي لم يكن سوى صوت “أدهم” محدثًا نفسه :
-شكله نام و لا إيه.. الله يكون في عونه أكيد ماحطش منطق بعد السفر ده كله في يوم واحد !
و أرهف “مراد” السمع أكثر ليتبيّن بأن خطوات “أدهم” قد ابتعد، بل أنه استقلّ المصعد و اختفى من الطابق نهائيًا، الآن فقط أفلت “مراد” أسيرته من بين ذراعيه و غمغم معتذرًا بارتباكٍ :
-أنا آسف.. بس انتي لازم تنزلي حالًا. احنا ماينفعش نشوف بعض اصلًا يا إيمان. كل حاجة بينا انتهت