انسحق فؤاده، بتواطؤ دموعها مع كلماتها عليه، كان هذا موطن ضعفه بالتحديد، لهذا السبب و قبل إثنى عشر سنة هو لم يستطع السيطرة على مشاعره عندما غدر بها كما قالت و وقعا في الزنا، على الرغم من أنه فعل ذلك الإثم مرارًا منذ بلوغه و حتى قبل زواجه بفترةٍ، لكنه لم يستطع أن يغفر لنفسه جرّها معه إليه
تزوج و عشق على أمل أن ينساها و ينسى ما فعله بها في لحظة طيشٍ، لكن ها هي تذكّره، و ها هو يكتشف بأنه لم يزل أسير جريرته في حقها …
-إيمان ! .. تحدّث مجددًا بلهجةٍ خاضعة كأنما يرجو لو يركع أمامها و يطلب العفو
-مافيش كلام ممكن يوصف مشاعري ناحيتك سواء زمان أو دلوقتي. انتي غالية أوي عندي. و الحقيقة إنك مش لوحدك إللي اتعذّبتي.. أنا مقدرتش أسيطر على نفسي ليلتها. كنت صغير و مش دارك. إيمان انتي عارفة ان اتربيت في مجتمع متحرر. أنا من يوم ما اتولدت و أنا عايش برا مع أبويا وأمي. أصلي عربي و مسلم و عارف تعاليم ديني. بس غصب عني اتطبّعت بطباع ناس تانية.. انتي عارفة أول علاقة عملتها في حياتي كان عندي كام سنة.. 15 سنة. تخيّلي. شهيتي للعلاقات من النوع ده
إتفتحت من بدري أوي. و ماكنش في حدود طول ما كنت عايش برا. كان شيء عادي جدًا و اتعلّمت إنه سهل و مسموح بيه طالما في قبول بين الطرفين.. و لما رجعت و شوفتك و قربنا من بعض و حبيتك. كنت عاوزك أقرب ليا من مجرد علاقة حب سطحية. كنت عاوز أحبك بالطريقة إللي اتعلمتها لأنها الطريقة الوحيدة إللي بقدر أعبر بيها عن حبي. ماكنتش قابل إنك دايمًا تبعديني عنك و مش موافقة حتى إني ألمسك بأيّ شكل.. وهمت نفسي إني ممكن أستغنى عنك و أسيبك عادي. بس أنا
كنت خلاص غرزت فيكي يا إيمان. كنت وقعت في حبك و ماتأكدتش من ده مية في المية غير لما بعدت عنك بجد.. سامحيني يا إيمي !
كانت مستغرقة في تفاصيل ما يروي عليها، تائهة بين كلماته و معانيها، حتى فرغ.. ردد لسانها باستنكارٍ بينما دموعها تسيل :
-انت لسا هاتكدب ؟ ما اتخلّيت عني و عرّضتني للفضيحة أنا و أهلي إللي هما أهلك.. لسا بتقول بتحبني !!؟
علا صوتها المكتوم في صدرها بقدر من الانفعال، ما جعله يتمرد لوهلةٍ على تعاطفه نحوها خاصةً و هي تبدي كل هذا القدر