من الأثاث، و لكن تشطيبها كان غاية في الجاذبية العصرية.. تلك العمّة “راجية” أو أيمّا كان الذي يسكن معها لديه تنسيق جيد
انتبه “مراد” حين عاد “أدهم” حاملًا على ذراعيه بعض الأغطية و المفروشات :
-اتفضل يا عم. شوية فرش و بطنية و كوفرتة و لحاف كمان.
ضحك الأخير معلّقًا و يحمل عنه :
-إيه ده كله يا أدهم.. انت عاوز تردمني بقى !
-الجو برد يا حبيبي و أنا مش مستعد أشيل ذنبك لو جرى لك حاجة عندي. أنا واخدك سليم ف لازم أسيبك سليم بردو.
-إيه الجو دهز محسسني إني عمر ابن أختك !
أدهم عابسًا : هي عائشة خلّفت تاني من ورايا ؟ مين عمر ده يابني !؟
قهقه “مراد” بمرحٍ كبير :
-مش ممكن. يا أخي بهزر.. القافية جت كده.
ابتسم بتهكمٍ : ماشي ماشي.. هزر.
و مضى يساعده في افتراش حيّزٍ له كي ينام به، بمرور بعد الوقت سمعا نقتين على الباب، ثم علا صوت “سلاف” الرقيق :
-مساء الخير !
إلتفتا كلًا من “مراد” و “أدهم” معًا و نظرا إليها …
وقفت على مقربةٍ منهما في حلّتها السوداء و نقابها مسدل، لا يظهر منها سوى عينيها الفيروزيتان و رموشها الكستنائية الكثّة.. على الفور أبدى “مراد” ترحيبًا شديدًا بها :
-أهلًا أهلًا. مساء الورد. ياااااه انتي بقى سلاف ؟
بجواره كان “أدهم” يحدجه بنظرات مستنكرة حانقة، فهو لم يكن يحترم كينونتها و المغزى من حجابها الصارم، و أخذ يتفرّس