“أنا أحبك… أنت لا تعرف كم !”
سلاف البارودي
جلس يهز قدمه اليمنى بعصبيةٍ واضحة، بينما “أدهم” أمامه يمسك بهاتفه يضعه على أذنه، بعد أن دوّن رقم المدعو “عثمان البحيري” من هاتف ابن خالته، ها هو يخابره.. يتحدث على مرآى و مسمعٍ من “مراد” الذي كان أشبه بالقِدر المسوّد من شدة الغليان …
-أستاذ عثمان البحيري معايا.. أنا أدهم عمران. مراد صديقك يبقى ابن خالتي.. أهلًا بيك.. هو عندي هنا و أنا عارف كل حاجة يا أستاذ عثمان.. أكيد عاوزين نحل.. بس مش هاينفع الكلام على التليفون كده.. أنا بدعيك تشرفني هنا في القاهرة. أرض محايدة بينكم و بين ابن خالتي. إذا ماعندكش مانع.. تمام. إن شاء الله بكرة الساعة 8 مساءً هاكون في انتظارك.. العنوان …
و أنهى المكالمة معه على عجالةٍ، ثم إلتفت نحو “مراد” هاتفًا :
-خلاص يا عم. أديني هاجيبه لحد عندك نتفاهم و كلّمته بنفسي و عافيتك من المهمة دي.. مستريح ؟
تنهّد “مراد” بثقلٍ و مد جسمه للأمام ممسكًا رأسه بكلتا يديه :
-مافيش راحة يا أدهم.. أنا تعبان جدًا. عشان كده مش هقدر أحمّلكوا تعبي ده. أنا مش عارف أشكرك إزاي على استقبالك ليا هنا. أنا قايم أغير هدومي و ماشي …
-بطل هبل ياض إنت ! .. زجره “أدهم” و هو يشير له بالبقاء جالسًا بمكانه
-مافيش الكلام ده. انت مش هاتتحرك من هنا طول فترة وجودك في القاهرة. خلص الكلام.
أصر “مراد” على موقفه بجدية :
-يا أدهم من فضلك. مش هاينفع. أنا مقدرش أقعد و أقيّد حرية خالتي و إيمان لا أنا و لا هما هانكون مرتاحين !
أدهم رافعًا حاجبه :