فتح “أدهم” حقيبته و أخرج سماعته يقيس النبض في صدرها، ثم استلّ جهاز قياس الضغط و لفّه حول ذراعها.. انتظر لحظاتٍ قبل أن يُقرر بصوتٍ أجش دون أن يحيّد عن وجه أخته الشاحب :
-ضغطها واطي جدًا.. لازم تعلّق محاليل !
ضربت “أمينة” على صدرها :
-يا لهوي محاليل. لـيه ؟ و تنزل من البيت يوم صباحيتها على المستشفيات !!!؟
أدهم بصرامة : ماتقلقيش يا أمي أنا هاتصرف خمس دقايق بالتليفون كل إللي محتاجه هايكون هنا …
ثم إلتفت نحو زوج أخته و ابن عمته، حدجه بنظرة عدائية تعبّر عن عدم الوفاق الدائم بينهما و قال مُشككًا فيه :
-أنا عاوز أعرف.. انت عملت فيها إيه بالظبط !؟
*****
استعادت “إيمان” وعيها أخيرًا …
كان الأمر أشبه بحالة من “الديجافو”.. شعرت بأن الموقف يتكرر مرةً أخرى
إذ ترى وجهيّ أمها و أخيها يطلان عليها بقلقٍ، و تشعر بوخزٍ في يدها، تأوهت و هي تحاول رفع معصمها، فبادر صوت “أدهم” مستبقيًا يدها كما هي :
-لأ يا إيمان. سيبي إيدك زي ما هي.. لسا المحلول ماخلصش !
-محلول ! .. رددت “إيمان” بوهنٍ
-هو إيه إللي حصل !؟
و أخذت تتلفت حولها، فتبيّنت بأنها قد نُقلت إلى غرفتها، بينما تجاوبها “أمينة” :