ابتسمت له بشجنٍ قائلة :
-كنت بفكر إزاي أعملها لك مفاجأة. و ماكنتش ناوية أقولك الليلة دي كمان.. بس اضطريت عشان عايزاك توعدني !
هز رأسه و هو يخبرها بعاطفةٍ جيّاشة :
-قولي. قولي عايزة إيه. أطلبي مني إللي انتي عايزاه !!
هدأت و هي تسحب نفسًا عميقًا إلى رئتيها، ثم تقول بجديةٍ :
-إحنا قررنا نبدأ حياة جديدة. قررنا سوا إننا هانرمي كل الماضي ورا ضهرنا و نعيش مستقبلنا زي ما احنا عايزين.. أرجوك. لازم تنسى فكرة الإنتقام. تشيلها من راسك. و كفاية إللي عملته. فكر في أدهم و سمعته. فكر في بنتي.. احنا هنسافر و نبعد بس أدهم هايفضل موجود هنا. و لمى مسيرها ترجع.. أرجوك يا مراد. أوعدني !
و لو أن إنتقامه هكذا سيبقى ناقصًا، فما زالت “راجية” على قائمته، و قد احتار كيف يعاقبها.. و لكن ما تلقّاه من أخبارٍ سعيدة
الليلة كان كفيلًا بقلب خططه رأسًا على عقب
فلم يمنع نفسه من تقديم وعده لها بثقةٍ :
-أوعدك يا إيمان.. أوعدك …
و أمال رأسه من جديد ناويًا تقبّيلها، فحال كفّها بين شفاههما و هي تقول برقةٍ مرحة :
-لأ. كفاية كده بقى. بالشكل ده مش هاننزل من هنا الليلة دي. ممكن لما نرجع !
و ضحكت بدلالٍ
ابتسم بمكرٍ و قال و حماسته تشتعل منذ الآن :
-انتي كده إدّبستي خلاص. مش هقبل أيّ أعذار لما نرجع
أحاطت عنقه بذراعيه هامسة بكل ما يعتمل بداخلها من شوقٍ لا يفنى و لا يبلى إليه :
-أنا إللي مش هقبل إنك تبعد عني لحظة واحدة.. مش هاسمح لك !
تمـت