أومأت بعينيها و إلتزمت الصمت مرةً أخرى، فحنى رأسه ليلامس رأس أنفها بأنفه و همس :
-هاتشوفي بعنيكي الليلة دي. إن عيني مش هاتشوف واحدة غيرك. أنا كلّي ليكي يا إيمان.. انتي و بس !
همسه هذا كاد يُخدر حواسها، فرفعت يدها باسطة كفها فوق موضع قلبه تمامًا، تدفعه بعيدًا عنها بقوتها الضئيلة التي لم تزحزحه قيد أنملة، إنما هو من أفلتها طواعيةً و هو يسمعها تقول من بين أنفاسها المخطوفة :
-ماتحاولش تغريني. ماتبقاش شيطان ورانا مشوار لازم نقضيه !
و تركته متوّجهة صوب السرير حيث علبة الحذاء الجديد مقفلة فوقه، ضحك “مراد” بانطلاقٍ و مشى نحو الخزانة، فتحها ليأخذ بذلته الرمادية الفاخرة، و قد اختارتها “إيمان” تماشيًا مع لون عينيه، بينما أختارت هي ثوب للسهرة محتشم، بلون التوت، و نسّقت مع حجابًا أسود، و أخيرًا ها هي تفتح علبة المستطيلة ليبرز هيكل الحذاء ذي الكعب العالِ، مكشوف بخيوط سباغتي
رفيعة مرصّعة بالجواهر المتلألئة، جلست على حافة السرير العريض لترتديه في كلتا رجليها و هي تستمع لصوت “مراد” :
-أدهم و سلاف جايين في الطريق و جايبين معاهم لمى. أنا لسا مكلمهم من شوية و بيتحرّكوا
تطلعت “إيمان” إليه معقّبة :
-لسا بيتحرّكوا دول كده قدامهم كتير. مش هايلحقوا السهرة من أولها !
-و هو المطلوب. انتي عارفة أخوكي مش بيحب الاختلاط بالطبقة المتحررة. و في نفس الوقت بيلبّي دعوة عثمان. فقال يجي متأخر عشان يبارك علطول و يمشي
-حاجة متوقعة جدًا من أدهم ! .. ثم قالت و لمحة حزن بعينيها :
-كويس إني هاشوف سلاف على الأقل. كفاية مش هكون موجودة ساعة ولادتها.. حبيبتي مرعوبة من يوم ما الدكتورة قالت