-كنا هانعمل كده بالفعل بس لما يفوقوا. الفكرة إنهم فقدوا الوعي بطريقة غريبة. لو استنيت شوية كنا عملنا غسيل المعدة على أي حال عشان نلحقهم بس. كويس إنها ماطلعتش حالة تسمم
انضم طبيب ثالث لهما مضيفًا :
-خبرة الدكتور أدهم جديرة بالإشادة. احنا نضم المستشفى بتاعتنا على بتاعته و نستفيد أكتر منه. ماينفعش كده
مازحه “أدهم” بلطفٍ :
-زي ما انتوا. أنا ممكن أحط نفسي تحت الطلب. بدوام جزئي يومين في الأسبوع !
تضاحكوا بمرحٍ أمام الغرفة الخاصة لشقيقته …
أما بالداخل فقد بقيّ “مراد” برفقتها، لم يتركها طرفة عينٍ، بينما ذهبت “أمينة” لتحضر “لمى” من المنزل و بعض الملابس من
أجل ابنتها
تنعمت “إيمان” بأحضان زوجها الدافئة، خائفة، تائهة، ضربات قلبه المنتظمة تعيد إلى نفسها الأمان، يميل “مراد” برأسه على جبينها مغمغمًا :
-مش عايزة تقوليلي حاجة ؟
طال انتظاره لثوانٍ، ثم جاوبته بصوتٍ مهزوز :
-مش فاكرة حاجة. كل إللي جاي في بالي سيف.. صور من كوابيس قديمة كنت بشوفها. بس مش فاكرة أي حاجة. آخر
حاجة فكراها أنا و انت كنت في البيت. كنت بتديني الدوا. و بعدها صحيت هنا !
و صمتت لبرهةٍ، لتسأله :
-و انت ؟
ندت عنه تنهيدة عميقة و هو يرد عليها برفقٍ :