لم تصدقه
لم تسمع سوى صوت أخيها، و لم تصدق إلا ما قاله، عندما إنبعث صوته من مكانٍ ما، يخبرها بأنها خدعة، كل هذا محض خداع، أوهام لا أساس لها
إنفتح جفناها في هذه اللحظة، لتصطدم برؤية “مراد”.. يطلّ عليها ممسكًا وجهها بكلتا يداه، القلق ملء عينيه …
-مراد ! .. نطقت بصوت يقطر ألمًا
طمأنها “مراد” مآزرًا :
-ماتخافيش. أنا هنا جمبك. مش هاسيبك أبدًا. بس ساعديني يا إيمان.. سمعتي أدهم. ركزي في كلامه. أنا مش هاخرج من هنا إلا بيكي !
بدأ العالم المصطنع يتهاوى من حولهما بالفعل، كلّما صدقت ما قاله أخيها، كلّما استمعت أكثر إلى “مراد”.. أغمضت عينيها مطلقة صرخة من أعمق أعماقها لكي لا تترك شيئًا بداخلها و هي تتحرر من كل هواجسها و كوابيسها …
*****
يصب “أدهم” ما تبقّى من كأس المياه في راحة يده، لينثرها فوق وجهيّ “مراد” و “إيمان” بالتساوي و هو يردد بصوتٍ مسموع
:
-أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر
أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا. أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ وكلّ عينٍ لامةٍ
أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق