و هنا فقدت “أمينة” صوابها فورًا صارخة :
-لأااااااااااااااااااااااااااا. لأاااااااااا. أدهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم. أدهــــــــــــــــــــــــــــم !!!!
على الطرف الآخر تنهار “إيمان” بدورها و هي تعاود النظر إلى أخيها، و كان عزاؤها الوحيد بأنها مسألة وقتٍ، هي واثقة من إنها النهاية
كل شيء سينتهي
بقي القليل
القليل فقط …
___________
لم يزيده ثورانها هذا إلا إصرارًا على هدفه، و ثقة بأنه قادرًا على الخروج من هنا، رغم كل المؤشرات التي تؤكد عدم إمكانية ذلك، فهذه الشقة بلا أبواب أو نوافذ مفتوحة
إنه حبيس
فكيف سيخرج !؟
بدأت نسخة “هالة” المزعومة تستعيد قتاع الخبث الواثق و هي ترى حيرة “مراد” تتزايد، و قالت كأنما انتصرت بالفعل :
-مافيش قدامك غير الاستسلام. طاوعني.. و أنا هاعيّشك الباقي كله مبسوط و مرتاح !
ما لم تعرفه أن صمته لم ينم عن حيرة، بل كان يدرس كلامها، و لا يعرف ما الذي ربط بين الأبواب و كلمة السر بعقله، لقد
قفزت هكذا بخاطره تدلّه على المخرج الوحيد
كلمة السر
درس من دروس زوجته، كلّما ضيّعت شيء، كلّما أرادت شيء، لا تردد سوى جملة واحدة.. و هي ما صاح بها ملء فمه و هو يصوّب نظراته القوية لعينيّ خصمه :
-الله أكبر !!!
يجفل للحظة حين يختلّ كل شيء من حوله، و كأن العالم يتهاوى، بينما المجسم الذي إتخذ شكل طليقته و كأنه بناء من رمال آيل للسقوط، ابتعدت عنه في الحال و قد ارتسم الرعب على وجهها الشيطاني …
ابتسم “مراد” بانتصارٍ من حقه هو الآن، فقالت الأخيرة بلهجتها الغليظة الحقيقية :
-حتى لو عرفت تخرج. مش هاتقدر تخرجها. لازم هي إللي تقرر !