تفلت الشهقات من بين شفاهها الآن و هي تنطق باكية بضعفٍ كمن يهذي :
-ماكنش قصدي. كل حاجة حصلت غصب عني. أنا حبيت مراد. و سيف غدر بيا.. أنا خلاص مش عايزة أعيش. مش عايزة. أرجوك ريّحني يا ادهم. ريّحني من العذاب. مش قادرة أتحمله. أرجوك …
رد عليها أخيها بقساوة اقتنعت باسحقاقها :
-احنا إللي هانرتاح منك. أكيد.. بس مش قبل ما أبري ذمتي قدام أمك. أمي لازم تعرف بنتها عملت إيه !!
هزت “إيمان” رأسها ترجوه و ترجوه، تتوسله :
-لأ. عشان خاطري. لأ يا أدهم
و لكنه ابتسم ببرودٍ غير مباليًا، أشار لها برأسه للأمام، فتبعت إشارته، لترى عبر واجهة زجاجية، والدتها تقف أمام رجل، تجادله و هي تتساءل بذعرٍ واضح عنهما :”ولادي فيــــن؟”
راقبت “إيمان” بقلبٍ واجف ما يجري بالخارج و كأنها تراه عن قرب، من جميع الجهات …
-بنتك يا حجة أمينة ارتكبت كبيرة من الكبائر. الزنا.. و هي بنفسها اعترفت بخطيئتها. و بموافقتها بردو هتنال جزائها. لاجل ما تطهر منه في الدنيا. بدل ما يخلص منها في الآخرة. و انتي عارفة الفرق بينهم إيه !
جحظت عينيّ “أمينة” و هي تسأله لآخر مرة لتتأكد من شكّها :
-تطهر منه إزاي !؟؟
جاوبها الآخير مكشرًا بقتامةٍ :
-حسب اعترافاتها فعلته قبل الزواج. يعني تقع عليها نصف العقوبة.. أي الجلد. بنتك يا حجة هاتُجلد مائة جلدة. و إللي هاينفذ الحد فيها إبنك. الدكتور أدهم !