-طيب اهدى. اهدى يا مراد. انت أعصابك آ …
قاطعه “مراد” بحزمٍ :
-أنا خارج أعمل تليفون. ماتتحركش من جمبها. سامعني ؟ هاتعمل كل إللي في وسعك لحد ما تخرجها من إللي هي فيه
و أشاح عنه ملقيًا نظرة أخيرة عليها، كأنه يودعها، ثم منح خالته و ابنها ابتسامة باهتة ما هي إلا اعتذارٍ صامت عن كل خطأ اقترفه بحقهما، عن الخيانة و طعن شرف العائلة كلها …
لم يفهم كلاهما طبيعة نظراته على وجه الدقة، بينما يخرج أمامهما بمنتهى الهدوء، قالت “أمينة” بلهجة قلقة :
-و بعدين يا أدهم. قولي هانتصرف إزاي. أختك بتضيع مننا !!
يكز “أدهم” على أسنانه و لا زال يحدق في إثر “مراد”.. إستدار محدقًا في أمه و هو يقول بغلظةٍ :
-مافيش فايدة. عمتي راجية هي زي ما هي. الشر بيجري في جسمها بدل الدم !
أمينة بنفاذ صبرٍ :
-أنا مش في عمتك دلوقتي. ياكش تولع. أنا في بنتي. هانسيب أختك كده يا أدهم ؟؟
فتح فاهه مجددًا ليرد عليها، لكنه لم يكاد يفعل، إذ اقتحمت الممرضة الغرفة فجأة صائحة :
-دكتور أدهم. الأستاذ إللي لسا خارج من عندكوا لاقيناه واقع برا. مش عارفين ماله و لا عارفين نفوّقه !!!
*****
المشهد يتبدّل من حوله، لقد كان منذ لحظات برواق المشفى بعد أن خرج م غرفة زوجته ليحتسي من تلك القنينة، بمجرد أن رفعها عن فمه، وجد نفسه هنا !
في مكانٍ يعرفه جيدًا، شقة فاخرة، نوافذها توضح بأن البناء عبارة عن ناطحة سحاب، العلو الشاهق، البخار المائي المحيط