كان ضائعًا …
-كنت فين يا باشا ؟
بدت لهجة “أدهم” هجومية بالرغم من ملاحظته حالة “مراد”.. بينما الأخير لم يكن يملك أيّ طاقة تخوّله الخوض في مجادلات… أقبل صوب سرير زوجته.. ألقى نظرة مطوّلة عليها و هاله ما رآه في ملامح وجهها !
كأنما تنازع وحوش، كأن الفزع يفتك بها فتكًا، و كما لو أنه كان بحاجة لدفعة تحسم له قراره… أفاق مرةً أخرى على صوت “أدهم” الغاضب :
-انت ليه بتتصرف من دماغك. و إيه إللي وداك عند عمتي ؟ أمي عرفت كل حاجة من لمى. ليه ماستنتش لما أجي و نتصرف سوا. بص لي هنا و قولي عملت إيه !؟؟
لم يقاومه “مراد” و هو يقبض على ذراعه ليديره تجاهه، صدم “أدهم” الآن لمرآى تعبير الأخير، كان باردٌ كالموتى، بشرته شاحبة، و كانه بالفعل مقبلٌ على فخٍ مُميت …
-إيمان لوحدها يا أدهم ! .. نطق “مراد” أخيرًا بصوتٍ لا حياة فيه :
-إيمان بعد ده كله. ماتستاهلش تتساب لوحدها.. لازم أكون معاها !
عبس “أدهم” متسائلًا بدهشة :
-انت بتقول إيه !؟
نظر له بقوةٍ و كرر بهدوء كأنه يوصيه :
-أنا لازم أكون مع إيمان.. و انت. انت كمان مش هاتسيبها. اوعى تسيبها يا أدهم
تمتم “أدهم” مجفلًا :