حملقت فيه و هي لا تعي نواياه الخبيثة، و لكن ترعبها نظراته الشيطانية و تضربها في الصميم، بينما يستطرد مبتسمًا بقذارة :
-أنا فكرت و لاقيت إنك تستاهلي. بجد. أصلي مش هالاقي هدية قيّمة زيك أقدمها لرجالة مهمين في شغلي و حياتي عمومًا.. انتي إنهاردة نجمة الحفلة. عاوزك تشرّفيني !
عبست بعدم فهمٍ، فاستدار ليفتح باب الغرفة، و ليظهر على الفور مجموعة من الرجال ذوى أجسام ضخمة، لم ترى في ضخامتهم طوال حياتها، وجوههم مسوّدة، تكوينهم الجسماني عجيب، مرعب، الصدمة جعلتها لا تولي تركيزها كله في أشكالهم، بل في الكارثة الجديدة المحيقة بها …
-اتفضلوا يا رجالة ! .. هتف “سيف” داعيًا رفقته للدخول
فتوافد داخل الغرفة عدد ثمانية أفراد تقريبًا، بالكاد صحت “إيمان” من صدمتها و تحرّكت متقافزة بالمساحة الآمنة التي تفصلها عن أولئك الذئاب، تحاول إيجاد شيء تستر به نفسها، جسمها الذي يغطيه قميصها الرقيق، رأسها العاري
لكن لا شيء، لا شيء إطلاقًا، فتلقائيًا رسخت بمكانها و هي تصرخ مستغيثة بزوجها :
-سيــــف. إيه إللي بتعمله.. طلّعهم برا. طلّعهم يا سيف !!!
ندت عنه ابتسامة إبليسية و هو يقول بلهجة متضخمة لا تشبه البتّة صوته المألوف :
-دول مش طالعين من هنا. إلا لما تسلميهم نفسك. زي ما عملتي قبل ما تتجوزيني مع ابن خالتك.. هاياخدوكي بالذوق أو حتى بالعافية !
و بهذا المرسوم المفجع الذي تردد صداه في جنبات الغرفة، سار إليها الرجال تباعًا، و قد فشلت بالهرب منهم مع أول خطوة