-قولي !!
قامت ببطءٍ من مكانها، و إتجهت نحو دولابٍ صغير بالزاوية، أحضرت نفس القنينة التي أشارت إليها “لمى” في حديثها، ثم مضت صوبه مادة يدها إليه و هي تقول :
-ده نفس إللي شربت منه مراتك. هاتاخد رشفة واحدة. هايصيبك إللي صايبها دلوقتي. هاتقدر تكون معاها في نفس المكان إللي إتحبست فيه. و لو قدرت تخرجها تبقى أنقذتها.. بس خد بالك. انت كمان هاتتحبس. انت كمان هاتواجه أكبر خوف في
حياتك. لو دخلت مش هاتخرج بالساهل. و ممكن ماتخرجش خالص. و هو ده الاتفاق. لو نجحت هاتطلعوا انت الإتنين و هاتنقذها و تنقذ نفسك. لو فشلت هاكسب أنا. و انتوا الإتنين هاتكونوا ملكي في العالم ده… لو موافق. خده !
و مدت يدها أكثر بالقنينة، أمام عينيه الذاهلتين، لم يصدق كل هذا الدجل و الخرافات، و لكنه يجهل القوى التي جعلته يمد يده و يأخذ منها أداة الإنتحار هذه …
*****
رأسها ثقيلًا، بالكاد رفعته من فوق الوسادة، كانت جزعة و تشعر بالهلع، آخر ما تتذكره هو وجه “مراد” المذعور و صراخه بأسمها
أمسكت رأسها بكلتا يداها و هي تباعد بين جفنيها هاتفة :
-مـرااااد !
و لكن ما من إجابة
فقط الفراغ من حولها، و.. مهلًا …
هذا ليس بيتها
ليس بيت “مراد”.. أين هي ؟