يشهر “مراد” هاتفه أمام عينيها و هو يهس بوحشيةٍ :
-أنا أقدر أدمره. أنهيه بمكالمة واحدة.. إيه رأيك ؟
قطبت بشدة و قد نجح بدب الخوف في قلبها، لترد بفحيحٍ نزق و كأنها الأفعى بنفسها تواجهه :
-أنا مافيش في إيدي حاجة أعملها لك أو أعملها لها !!
صاح بها بعنفٍ :
-أيًّا إن كان إللي حصل. قوليلي مين إللي عمله. لو مش عايزة تتحسّري إللي باقي من عمرك على ابنك و بنتك هاتقوليلي مين إللي عمل كده في إيمان. مين و ألاقيه فيــن ؟؟؟؟
عادت تكشر عن ابتسامةٍ مستخفّة من جديد و هي تقول :
-هقولك.. بس افتكر. مش هاتقدر تعمل حاجة !
*****
لم يكن الأمر يشبه الروايات و الأفلام التي عادةً ما يراها، بيت تلك المشعوذة التي أخذ عنوانها من العمّة المجرمة، كان مجرد بيتًا عاديًا، شقة بسيطة في حي متواضع، تقطن بالطابق الأرضي امرأة عجوز، يعطف عليها الجميع، و قد دلّه على بيتها عشرات من الجيران
أوصله فتى صغير إلى بابها، الباب الذي يُغلق أبدًا كما سمع، ليراها تجلس فوق أريكة ملاصقة لشباكٍ يطل على الحارة الصاخبة، روائح الرطوبة و العفن تحيط به، لكنه يركز على هدفٍ وحيد، ما دفعه للإتيان إلى هنا …
-خطوة عزيزة يا بيه. اتفضل خش. نخدمك بإيه ؟
ينظر “مراد” إلى المرأة بإباءٍ يتخلله القرف، المقرفة بعباءتها السوداء التي تحمل قذراة مخفية، وجهها المسوّد و ابتسامتها