*****
الغضب
و الغضب وحده الذي حرّكه بعد سماع تصريحات الصغيرة، ربما حرى به أن يشعر بالصدمة، و لكن ما روته عليه كان كارثي، عقله لم يستوعب هذا الكم من الشر
لا يتصوّر أن تستخدم الجدة حفيدتها في عملية قتلٍ !!!
أو أيًّا كان.. تلك المجرمة أم المجرمين السفلة
إن كان “أدهم” قد عفى عنها من قبل فهو لن يعفو، لن يعفو أبدًا، سيكون لها عقابًا من نوعٍ خاص، و لن يرحم عجزها …
قبل أن يرحل أضطر “مراد” للإتصال بخالته و إخبارها بإيجاز عمّا حدث، طلب منها أن تأتي لتعتني بـ”لمى” ريثما يقضي حاجةً و
يعود، لم تتسنّى له فرصة الشرح أكثر عندما جاءت، ترك الكرة بملعبها مشيرًا إلى “لمى” لتعرف منها كل شيء، طلب منها فقط عنوان السيدة “راجية، ثم غادر المشفى متجهًا إلى هناك و الشياطين في إثره
للمرة الثالثة لهذه الليلة يرى وجه “مايا”.. الآن كانت مذعورة حين فتحت له باب الشقة و رأت الإجرام التام على سحنته الغاضبة …
-الست الوالدة فيــن ؟ .. هتف “مراد” بشرٍ مستطير و هو يزيح “مايا من طريقه بعنفٍ ليدخل
أطلقت “مايا” آهة متألمة و هي تتبعه للداخل صائحة :
-انت يا مجنون. حصلت تتهجم علينا في بيتنا. تعالى هنا. لو ماطلعتش برا حالًا هاطلب لك البوليس !!!
كان يقتحم الغرف بالفعل أثناء سماعه تهديداتها، في نفس اللحظة التي عثر فيها على غرفة “راجية”.. تعلّقت أنظاره عليها، حيث رآها تجلس في سريرها المحتل صدر الغرفة، تطالعه بتشفٍ و تحدٍ سافر، تلك الابتسامة الشيطانية تنبلج على محيّاها،