-حسيت بدوخة فجأة. و في مرارة شديدة على لساني !
أجفل “مراد” متمتمًا :
-ما يمكن الدوا له آثار جانبية. ماتنسيش إنه بيتحكم في الأعصاب و ..
لم يكمل جملته، فقدت “إيمان” وعيها على الفور و كادت تسقط من فورق الفراش لولا ذراعه التي لحقت بها، شحب وجهه على الأخير و هو يصرخ بأسمها :
-إيمـــــــــــان !!!
*****
حالة من الوجوم التام إنتابت “لمى”.. منذ اخترقت أذنيها صرخة الرعب لزوج أمها، أدركت حينها إنها قد فقدتها هي، ركوضها إلى غرفتها كانت التأكيد على ظنّها، هناك حيث وجدت أمها ملقاة بأحضان “مراد” و الخير يحاول إفاقتها بشتّى الطرق، و لأول مرة تختبر “لمى” الصدمة عندما رأت كأس العصير الفارغ، و عرفت بأنها و بيدها قد قتلت أمها !!!!
كابد “مراد” المشقّة و هو يعتني بكلًا من الأم و إبنتها، و بجهدٍ يُحسب إليه استطاع نقل زوجته إلى المشفى في زمنٍ قياسي دون أن يغفل عن الطفلة طرفة عينٍ، و لم يشأ إخبار خالته أو “أدهم” بل أراد أن يتولّى المر كليًا، متأملًا في شفاء زوجته العاجل …
أبقى الصغيرة أمامه بينما يهرع نحو الطبيب الذي خرج لتوّه من غرفة الفحص :
-دكتور. أرجوك طمنّي. مراتي مالها حصلها إيه بالظبط !؟؟
انتزع الطبيب نظّارته و هو يخبره عابسًا بشدة :
-بصراحة يافندم أنا لأول مرة في تاريخي الطبّي أقف عاجز قدام حالة. مش أنا بس. زمايلي إللي كانوا جوا معايا و لا حد فيهم قدر يفهم حاجة !!
برزت عينيّ “مراد” بخوفٍ كبير و هو يسأله :
-قصدك إيه ؟ إيمان هاتموت ؟؟؟؟؟