لتفتح الطفلة عيناها الآن.. و قد علمت إنها لن تنام الليلة …
*****
كانت بالفعل تنوي الإستراحة هذه الليلة، إذ نالت ما يكفي ليومٍ واحد من حب و غرام خلال الساعات التي غابتها طفلتها، و لم يُخطط هو لعكس ذلك
أقبل عليها حاملًا الصينية البيضاوية، جلس بجوارها على طرف السرير، وضع الصينية فوق طاولة محاذية، ثم حمل الكأس و فتح
كفّه الآخر مقدمًا لها دوائها :
-يلا يا حبيبتي. معاد الدوا بتاعك. قبل النوم علطول زي ما الدكتورة قالت. و كمان هاتشربي العصير ده وراه.. يلا
-انت مدلعني أوي على فكرة ! .. قالتها “إيمان” مبتسمة بغنجٍ
رد لها الإبتسامة و مد يده ليدس حبة الدواء بين شفتيها، و دفع بكأس العصير نحو فمها مباشرةً، ثم قال :
-أنا دلوقتي عندي بنتين. الكبيرة إيمان و الصغيرة لمى. طبعًا مدلعك و هادلعك طول ما أنا عايش
ازدردت “إيمان” حبة الدواء بجرعة من العصير، ظل يراقبها مستمتعًا، حتى أنهت الكأس، أعادته له فارغًا، فوضعه فوق الصينية و عاود النظر إليها ثانيةً
تلاشت ابتسامته فجأة و هو يرى وجهها يمتقع بغرابةٍ الآن …
-في إيه ؟ .. تساءل “مراد” باهتمامٍ :
-مالك يا إيمان !؟
تقلّصت ملامحها أكثر و هي تحاول كبح شعور بالغثيان …
-مش عارفة ! .. جاوبته لاهثة :