-قوليلي اتبسطي إنهاردة. عملتي إيه هناك ؟
و أبعدتها قليلًا لتنظر إليها، لتجاوب الصغيرة بقليل من الشحوب :
-ماعملتش حاجة. مايا عملت لي نودلز و تيتة جابت لي شوكولاتة. و مالك ماكنش هناك تيتة قالت لي مسافر !
كان “مراد” يتحرّك بارجاء المطبخ حولهما، بصعوبةٍ تمالك نفسه و هو يستمع إلى اسم ذلك الوغد الحقير الذي نال من حبيبته و اغتصبها بورقة زواج، للأسف، هو لم يتجاوز تلك الحادثة حتى الآن، و لكنه يتجاهلها من أجل زوجته
أحسّت “إيمان” بتوتره، فغيّرت الحديث مع ابنتها و أمرتها بالصعود إلى غرفتها و تبديل ملابسها ثم النزول لتناول العشاء، نفذت “لمى” أمر أمها، و عندما تأكدت “إيمان” من انسحابها التام، إلتفتت نحو “مراد” …
رأته يهتم بصحن الخضروات، يضيف القليل من عصير الليمون عليه و بعض الزعتر، سحبت نفسًا عميقًا، ثم مشت إليه مادة يديها صوبه، عانقت ظهره متمتمة :
-حبيبي !
رد عليها مهمهمًا :
-همم. عايزة حاجة ؟
شعر بهزة رأسها على كتفه، ثم سمعها تقول :
-حسيت إنك اضّايقت فجأة.. لمى قالت حاجة ضايقتك !؟
يترك “مراد” ما بيديه في هذه اللحظة، تسمعه يتنهد بقوةٍ، ثم تمتد يده مبعدة إيّاها قليلًا ليتمكن من الإلتفات إليها، رأت وجهه
جامد خالٍ من التعابير و هو يقول ممسكًا بكتفيها :
-لازم تعرفي إني مش حجر. و إن أي سيرة يكون فيها اسم سيف أو مالك بتيجي أوي على رجولتي. و أنا صريح معاكي و عارف إني غلطت في حقك كتير. لكن بردو و مهما حصل. دي حاجة في دمي. مقدرش أنسى إللي عمله فيكي مالك بالذات. لأني كنت معاكي. و مقدرتش أحميكي !!
شعر بارتجفاتها تحت لمساته و هو يسمعها ترد باضطرابٍ واضح :