مش متشدد كده. كانت علاقتنا بقت أحسن …
و نظر إليها ثانيةً و قال :
-تعرفي بفكر في إيه دلوقتي ؟
هزت رأسها تحثه على إخبارها، فابتسم مفصحًا لها :
-أنا و انتي في بيت لوحدنا. بتطبخي لي الأكل إللي بحبه. و بعدين نقعد نشوف الرومانسية إللي بتحبيها انتي. و مانكملهاش. عشان و انتي جمبي مش هقدر أفوّت ثانية منغير ما أشبع منك !
تخضّبت وجنتيها بحمرة خلجة، و لم تستطع إلا أن تبتسم و هو يروي لها هذا الحلم الجميل، لم تكن تتمنى وقتها سوى أن يتحقق و في أسرع وقت …
__________
-انتي فاكرة كل حاجة ! .. تمتم “مراد” و هو يحيط خصرها بذراعه الآن
كانت قد تكوّمت على حضنه تقريبًا، ترفع رأسها ناظرة في عينيه، فتشعر بأنفاسه الدافئة على بشرتها، و تجاوبه مبتسمة :
-عمري ما نسيت. ياااه يا مراد. حبك تعبني أوي.. بجد. تعبت !
لم يكن يرى أمامه في هذه اللحظة إلا صورة الفتاة التي عشقها، أول و آخر عشق بحياته، فتاة في الخامسة عشر، بريئة،
جميلة، صعبة المنال، و هو الذئب الذي ساومها بالحب على شرفها، و قد أعماها الحب و جعلها بلا حول و لا قوة أمامه …
-أنا آسف ! .. ردد بصوتٍ خافت و هو يمسك بذقنها
كان يعنيها حقًا و قد بان الندم في عينيه كالنهار، عيناها اللامعتين جلبت الدموع لعينيه، يفكر في ذكرياتها السوداء، التفاصيل التي حكتها أمامه عند الطبيبة، كل شيء مفجع صار لها كان هو سببًا فيه …