-معقول مستكترة حتى إني أمسك إيدك ؟ المفروض يحصل بينّا أكتر من كده !
شخصت عيناها بصدمةٍ، فأصلح جملته مسرعًا :
-تفكيرك مايروحش لبعيد. مش قصدي إللي فهمتيه.. أنا عارف إن تربيتك صعبة. و مش عارف إزاي ده حصل. بس أنا من أول ما شوفتك اتشديت لك. حبيتك. و انتي كمان بتحبيني صح ؟
أومأت له مرتين و قد رقت نظرتها، فتابع مشددًا على يديها أكثر :
-أنا مابقتش مكتفي إني اشوفك و نقعد لوحدنا بس.. نفسي أقرب منك أكتر. أنا بحبك. عايز أعبر لك عن الحب ده. و إنتي مش سامحة لي. سيبي لي نفسك شوية بس. أنا إستحالة أضرك. خليكي واثقة فيا. أنا مش غريب عنك. أنا حبيبك …
يا لكلماته التي تكاد بالفعل تخضعها له و لكل رغباته، لولا هاجسها بأبيها و التعاليم التي تلقّتها منه، أفاقت من غيبوبة الأحلام
الورديّة تلك و قالت برفضٍ مجددًا :
-لأ. لأ يا مراد. مش هايحصل بينّا أي حاجة من دي. احنا إتفقنا قبل كده. ليه ماعندكش صبر. مش قولنا هانتخطب لما نخلص المدرسة. و بابا مش بيسمح بخطوبة بس. هاتبقى خطوبة و كتب كتاب. ساعتها هابقى ليك قصاد كل الناس و مش هقولك لأ على أي حاجة. ليه مش قادر تصبر ؟
يترك “مراد” يديها الآن، و يبتعد قليلًا مطلقًا زفيرًا حارًا و هو يشيح بوجهه عنها للأمام، يحدق بمياه النيل الصافية …
-انت زعلت مني !؟ .. تمتمت “إيمان” بخوفٍ حقيقي أن تكون ضايقته منها
رد عليها دون أن يحيد بناظريه عن المنظر الخلّاب :
-أبدًا. مازعلتش.. بس بفكر في كلامك. حلوة فكرة إننا مع بعض قصاد الناس. لو كنتي اتولدتي في عيلة تانية. أو لو كان باباكي