-إيمان ! .. هتف “مراد” بصوتٍ عال دون أن يزيح ناظريه عن الصغيرة :
-تعالي لاقيتها ..
جاءت “إيمان” تهرول، و كتمت شهقة ملتاعة ما إن رأتها على هذا الوضع، ارتمت إلى جوارها في الحال و حملتها إلى حضنها باكية :
-لمى. يا حبيبتي. إللي نايّمك هنا. كده يا لمى. تخضّيني عليكي كده !!
بدأت الصغيرة تنتبه، أفاقت من غفوتها متطلعة إلى أمها، تلألأ بؤبيها الرماديين على ضوء الشمس حيث أزاح “مراد” ستائر الشرفة ليضيء لهم العتمة …
-مامي ! .. غمغمت الصغيرة بصوتٍ ناعس
أنهمرت شعر “إيمان” حول وجه ابنتها و هي تقول عاجزة عن التحكم بدموعها الجارية :
-ليه نزلتي من أوضتك يا لمى ؟ ليه نمتي هنا بالشكل ده !؟؟
و رفعت كفّها تجس جبينها لتقيس حرارتها …
-كويس لما تاخدي برد !!
عبست “لمى” و هي تبرر ببراءةٍ :
-أنا كنت خايفة أنام لوحدي. لما كنا عنج تيتة كنت بنام معاكي و لما مشيتي كنت بنام معاها. مش بعرف أنام لوحدي. خفت ف نزلت أقعد شوية هنا لحد ما نور ربنا يطلع. لاقيت الفراشة دي برا ! .. و أشارت إلى الشرفة القريبة :
-فتحت لاقيتها قربت عندي و وقفت على كتفي. ف حطتها هنا ! .. و أشارت الآن إلى الغطاء الزجاجي بجوارها :
-و فضلت قاعدة أتفرج عليها. و بس. انتي جيتي تصحيني دلوقتي !!
أوّهت “إيمان” و هي تنظر إليها بأسى، أنّت تكبح نشيجًا و ضمتها إلى صدرها بقوةٍ مغمغمة :
-أنا آسفة يا لمى. أنا آسفة يا حبيبتي. أنا مش هاسيبك تنامي لوحدك تاني.. مامي بتوعدك !