ماعنتش هاحكي أخبارك ليهم. بس ماتتعصبش كده يابني. مالك بس انت كنت كويس من دقيقتين !
زفر “أدهم” مطوّلًا و قال و هو يفرك وجهه بكفّيه :
-مافيش حاجة يا أمي. أنا بس مرهق من السفر. هادخل أخد دش و هابقى كويس. عن إذنك !
و مضى من أمامها في الحال …
*****
كانت ترتعش ذعرًا من رأسها حتى أخمص قدميها عندما أتى “مراد” خلال لحظات، بدت علائم القلق على وجهه و هو يقترب منها صائحًا :
-في إيه يا إيمان !؟؟
و مد يديه ليساعدها على القيام، بينما تخبره بلهجةٍ يهزّها الخوف :
-لـ لمى. مش لاقية لمى. دخلت الوضة مالاقتهاش !!!
أخذ يهدئها قائلًا :
-طيب إهدي. إهدي. دوّرتي عليها كويس. شوفتيها في بقية الأوض. نزلتي شوفتيها تحت ممكن تكون نزلت زي ما عملت إمبارح أو تلاقيها هنا و لا هنا. إهدي بس و ماتخافيش. هاتروح فين أكيد هنا.. تعالي. تعالي ندوّر عليها !
و أمسكها جيدًا و سارا معًا إلى الخارج، كلاهما يفتشان الغرف و دورة المياه، و عندما لم يجداها، هبطا للأسفل، توّجهت “إيمان” للبحث حول البهو و المطبخ، و ذهب “مراد”باتجاه الشرفة و غرفة المعيشة …
جمد بين المكانين و هو يحدق مذهولًا بالصغيرة، حيث عثر عليها غافية فوق الأرض الرخامية و قد احتضنت غطاء من الزجاج، بد أنه غطاء صحن الفاكهة، كانت تأسر بداخله فراشةٍ كبيرة، لا يدري كيف حصلت عليها، و لكنها حقًا كانت آسرة، هي و فراشتها المرفرفة …