لحق بزوجته …
-وحشتـووووني. وحشتـووني أوووي !!! .. صاحت “سلاف” و هي تنهال على الثلاثة أحضانًا و تقبيلًا كلها ممتزجة بدموع الشوق
كانت تجثو أمامهم وسط مدخل الشقة، حال الصغار لا يختلف عن حالها، و كأنها بالنسبة لهم الهواء و الحياة، تقاتلوا على البقاء بأحضانها، فأخذتهم ثلاثتهم و قعدت بهم هكذا
جلجلت ضحكة “أدهم” ما إن ولج إلى شقة أمه و رأى هذا المشهد، ألقى التحية على أمه أولًا، ترك الحقائب جانبًا و اقترب ليحتضن أمه و يقبّلها، ثم إلتفت نحو زوجته و أولاده هاتفًا :
-طيب على فكرة أنا كمان بابا. مافيش بوسة و حضن ليا أنا كمان !!؟
و لم يؤتي كلامه أيّ صدى، بقي الصغار بحضن أمهم، فهز “أدهم” رأسه مرددًا بدعابة :
-مخلّف عيال ندلة صحيح. ماشي يا روح أمك منك له. لينا شقة تلمنا !
علا صوت “أمينة” من ورائه بحبورٍ :
-انتوا إنهاردة مش طالعين من عندي. آ اعملوا حسابكوا. الليلة دي بيات معايا. كلكوا !
بعد قليل إنفصلت “سلاف” بصعوبةٍ عن صغارها، ذهبت إلى الغرفة الخاصة بها و بزوجها في شقة عمتها، أرادت أن تبدّل
ملابسها، فأبى الصغار أن يتركوها و تبعوها إلى هناك مثل فراخ البطة …
تضاحكا كلًا من “أدهم” و “أمينة” و علّقت بسرورٍ :
-ربنا ما يحرمكوا من بعض يا حبيبي و يحفظلكوا ولادكوا يا رب
ردد “أدهم” و الراحة تغمره أخيرًا :