الصغيرة التي جافاها النوم بسبب ظلال الأشجار المتراقصة على حائط غرفتها الخاصة، لم تتمكن من الاستلقاء براحةٍ، كانت بحاجة ماسّة إلى أمها، فقفزت من سريرها بلا ترددٍ و ركضت عبر الردهة الطويلة لتصل إلى الغرفة التي تتشاركها أمها مع زوجها الجديد …
كانت ستدق الباب، لكنها تصنّمت بمكانها و هي تستمع إلى ضحكات الأخيرة، بدت لها سعيدة، من مجرد صوت ضحكها، تمامًا
كما كانت في الصباح عندما نزلت من غرفتها و شاهدتها مع “مراد” في المطبخ و كأنه يدغدغها كطفلةٍ
ربطت “لمى” الفعل الذي هي مقدمة عليه بنتيجة فعلتها في الصباح، إذا قامت بازعاجهما الآن ستغضب أمها من جديد و ستصرخ عليها، لذلك لم تفعل، تراجعت “لمى” و الدموع ملء عينيها، جمعت كل مخاوفها و حزنها و انطلقت تجري إلى الأسفل، أضاءت غرفة المعيشة و شغّلت التلفاز على الرسوم المتحرّكة، ثم اندسّت في الأريكة ضامة ساقيها القصيرين إلى صدرها و هي تبكي في هدوءٍ
حتى لمحت بالصدفة هاتف والدتها الخلوي، لم تتردد و هي تمد يديها لتاخذه من فوق الطاولة أمامها، فتحته بسهولةٍ و نقرت على لوحة المفاتيح رقم جدتها، وضعت الهاتف على أذنها و دموعها تجري على خدّيها، لم تنتظر طويلًا حتى برز صوت الجدة …
-السلام عليكوا. مين !؟
-تيتة راجية ! .. خرج صوت الصغيرة مختنقًا بالبكاء :
-أنا. أنا لمى !
يتبع…
“أعشقها ؛ و لا أخشى في حبها لومة لائم !”
_ أدهم
استيقظت في الصباح يملؤها النشاط و البهجة، على عكس زوجها الذي ما زال يغطّ في نومٍ عميق، يعتمد على الأيام القليلة المتبقيّة من عطلة شهر العسل، يحاول الاستمتاع قدر استطاعته بكل شيء، بالراحة و بزوجته و حتى بـ”لمى”.. الصغيرة التي يعتبرها ابنته من الآن فصاعدًا …