-بس انتي تعبتي إنهاردة أوي ! .. قالها ماسحًا على رأسها :
-من حقك ترتاحي بعد المجهود ده. يلا تعالي معايا على الأوضة ..
و أمسك بيدها، لكنها قبضت على كفه مستوقفة إيّاه و هي حقًا لا تدرك نواياه :
-لسا عندي شغل هنا. و هاوضب الغدا بتاع بكرة
أنهى “مراد” النقاش بصرامةٍ :
-سيبي كل حاجة. أنا بكرة هاكلم عم رضا البواب يخلّي مراته تيجي تنضف لك. و لو على على الغدا نطلبه من برا أو نخرج ناكل برا. مش هاتعملي أي حاجة تاني الليلة دي أو بكرة خلاص انتهى !
أذعنت “إيمان” لرغبته مبتسمة، هذا الدلال و الاهتمام اللذان يصبّهما عليها صبًّا منذ زواجهما، إنها حقًا ممتنّة …
مشيت معه يدًا بيد وصولًا إلى غرفة النوم، و كانت ستخلد إلى النوم بالفعل ما إن استلقت على الفراش، لكنه أزاح الغطاء عنها متمتمًا :
-أنا قلت هاتريحي آه. بس مافيش نوم دلوقتي. لسا الليل طويل يا حبيبي !
رفرفت بأجفانها و حدقت فيه مطولًا، و رغم إنها تشعر بالتعب، لكنها أبدت موافقة على تلميحه قائلة :
-إللي انت عايزه. طيب أدخل أخد شاور ..
أمسك بمقدمة ساقها حيث يقف و قال :
-زي ما انتي. انتي زي الفل. خليكي بس مرتاحة. هاجيب حاجة و راجع لك
انتظرت بمكانها كما قال، فقط راقبته و هو يتحرك بالغرفة و شاهدته يلج إلى حجرة الخزانة و يغيب للحظاتٍ، ثم عاد حاملًا في يده قنينة شفافة ملصق عليها إحدى العلامات التجارية، لكنها لا تعلم ما طبيعتها …
-عايزك تفسّي دماغك خالص بقى ! .. قالها “مراد” بلطفٍ ناقد حركة يديه النزقتين و هو يزيل عنها الرداء الآن
شخصت “إيمان” بعينيها غير متوقعة تصرفه، لكنها لم تفزع على أيّ حال، إنما سألته باستغرابٍ :