يلازمها، مد يده مغلقًا صنبور المياه، ثم أدارها في مقابلته، لف ذراعه حول خصرها و بيده الحرة رفع ذقنها ليجعلها تنظر إليه …
-ممكن أعرف إيه الحالة دي ؟ .. تمتم بصوتٍ خافت و هو يأبى قطع إتصالهما البصري لحظةً واحدة
أحسّت “إيمان” بتردد أنفاسه الدافئة على بشرتها، مع شعورها بيداه تلمسانها، كان هذا الاحتواء أكثر من كافٍ ليشجعها على التحدث إليه.. ففتحت فمها و صارحته بحزنٍ بَيّن :
-زي ما قلت لك يا مراد. جوازي منك لسا مش مقبول بالنسبة لباباك و خالتي. احساسي كان في محله ..
عبس قائلًا بجدية :
-بصرف النظر عن إيه إللي خلّاكي تقولي كده. أيًّا كان السبب. لازم تعرفي حاجة واحدة بس. أنا راجل راشد. مش معنى إن امي و ابويا موجودين إنهم يتحكموا فيا و في حياتي. أنا اختارتك. أنا إللي هاعيش معاكي عمري الجاي كله. زي ما انتي قررتي تبدأي معايا من جديد و سيبتي حياتك إللي فاتت كلها أنا كمان قررت زيك. مايهمكيش من حد. أي حد مش عاجبه دي
مشكلته. أنا و انتي لبعض. انا و انتي بس بنتشارك الحياة دي. أمي و أبويا شوية و هايرجعوا مكان ما جم.. فهماني يا إيمان ؟
أومأت له و قد رقت نظرتها الدامعة، راح يمسّد على خدّها هامسًا بحنان :
-أنا دلوقتي مش عايزك تفكري أي حاجة سلبية. إحنا كويسين. أنا و انتي سوا و معانا لمى. بكرة هايبقى أحسن.. عارفة انتي هاتبقي كويسة إمتى يا إيمان ؟
نظرت له بتساؤلٍ و قد ملأها الفضول، ليبتسم و هو يدنو لاثمًا شفتها العلية و يغمغم :
-لما نخاوي لمى ! لما تخيبي مني بيبي مش بس هاينسيكي الماضي. ده هاينسيكي اسمك من مسؤوليته هو و أخته !!
نجح أخيرًا بانتزاع تلك الضحكة الملعلة منها، اتسعت ابتسامته و هو يرى نتيجة جهوده تثمر أمامه، أخذ يراقبها بحبورٍ و قد انتبه مجددًا لذلك الرداء المنزلي الذي ترتديه منذ مجيئ والديه و جدته
إنه أشبه بالثوب، بلون اللافندر و قد زركش به، قصير، بحمالاتٍ رفيعة، كانت فاتنة للغاية فيه …