انقبض قلبها النازف منذ ما ينوف عن إثنى عشر سنة، الآن فقط أحسّت بقدر جريرتها، الآن فقط أدركت مدى غبائها و أنها أبخست بنفسها إلى الحضيض يوم وثقت به و سلّمته عِرضها …
أخذت الأرض تميد تحت قدميها، و بالكاد أبصرت أمها تقترب، قبل أن تراها تدور أمامها بفعل الدوخة التي أمسكت برأسها.. و كان آخر ما سمعته هو صراخ “أمينة” قبل أن تسقط مغشية ! ……………………………………………………..
يتبع…
“يا له من شيءٍ مُخزٍ ؛ إنه عارٌ علينا.. إنه لمن العار أني أحببتك !”
_ إيمان عمران
انتفض كلاهما إثر سماع أصوات الجلبة الناجمة عن تكسير الأواني، و خاصةً مع صراخ “أمينة” باسم ابنها، وثب “أدهم” عن
مقعده و ركض إلى الخارج يتبعه “مراد”..
و كان المشهد كالتالي ؛
وسط حطام طقم الشاي و المياه اللاهبة، رقدت “إيمان” بلا حراك مغشيًا عليها، و قد كانت أمها تجثو بجوارها محاولة إفاقتها، و الصغيرة “لمى” تصرخ باكية و هي تنادي عليها بحرقةٍ …
-إيه إللي حصل !!؟ .. تساءل “أدهم” بذعرٍ لمرآى شقيقته على تلك الحالة
من خلفه جمد “مراد” في مكانه غير مستوعبًا ما يحدث، لم يتحرك إلا حين استرعاه بكاء الصغيرة الحار، انحنى صوبها من فوره و حملها بين ذراعيه مهدهدًا إيّاها بأقصى ما لديه من لطفٍ
على الطرف الآخر تمضي “أمينة” مفسّرة لابنها باضطرابٍ كبير :