دموعه هو في عينيه.. دموع مختلفة عن تلك التي ذرفها يوم وفاة جدتهما… و يوم فقدان جنينهما.. إنها دموع.. اليأس !!!
إتسعت عيناها و تدلّى فكّها و هي تعلّق عينيها بعينيه، تقف بلا حراكٍ و قد صارأمامها من جديد، ظلّت ساكنة بينما يرفع كفّه و يحيط بجانب وجهها، تلك العبسة الواهنة فوق جبينه البهيّ، مع إلتماع بؤبؤيه العسليان، كلها في كفّة، و صوته الذي خرج كسيرًا أجشًا في كفّة أخرى :
-أعرفي كويس انتي بتدوسي على إيه.. فكري شوية لقدام… أنا بحبك.. مش عايز أخسرك …
ليزيد من صدمتها و هو يركع الآن على ركبتيه أمامها، مطأطأ الرأس، ممسكًا بيديها، رفعهما لفمه يقبلهما، ثم رفع رأسه ببطءٍ، و احتاج كل ما لديه من إرادة حتى يقول بصوتٍ غليظ هزّته العاطفة :
-ارحمي عزيز قومٍ ذل !
كان هذا كل ما تحتاجه لتفيق من غيّها حقًا …
لم تتحمل رؤيته هكذا، أزاحت كآبتها و كل كبريائها و غرورها جانبًا، و جثت على ركبتيها أمامه لاهثة، اجتذبته من ياقتي قميصه
و دنت من فمه المرتعش تقبله بقوة، بنفس اليأس و الحاجة، راح يبادلها إيّاها على الفور، كل شيء تبدد من حولهما، لم يعد سوى حبهما الذي جارت عليه الخطوب و أخطاء الآخرين
دفعته “سلاف” بكتفيه للخلف حتى وقع جالسًا، فأدت حركتها لإنفصال شفاههما عن بعضها، و كأنها تنزع اللحم عن العظم،