راقبها و هي توليه ظهرها متجهة صوب النافذة التي أخذت عرض الجدار كله، أزاحت الستائر و وقفت مستندة إلى حافتها، تستنشق الهواء مرارًا و تكرارًا
شهيق.. زفير.. شهيق.. زفير …
تسيل دموعها الآن و هي ترنو إلى ضوء القمر الشاحب بالسماء الصافية، كل شيء ساكن من حولها عدا أمواج البحر المتلاطمة على الشاطئ أمامها، و النسيم العليل الذي يصفع بشرتها بلطفٍ يُسكر
تطوّرت دموعها لبكاءٍ صامت و هي تلعن في نفسها، كل شيء رائع هنا، لماذا حدث كل هذا !؟
ابتداءً من حادثة أخته المخزية و حتى فقدانها لجنينها …
إنها ليست بخير، لولا كل هذا ما كانت لتفوت على كليهما فرصة رائعة كهذه، كان حلمها أن تأتي إلى هنا معه، الآن هما معًا، الآن هما هنا، في الحلم، و لكنها أتعس من أن تسعد، أو تحاول حتى !!!
-سلاف !
ناداها من ورائها بصوتٍ خافت، لم يحاول لمسها، فتنهدت بحرارةٍ و رفعت يدها تكفكف دموعها، ثم إلتفتت نحوه ببطءٍ، فأخذ
الهواء يبعثر خصيلات شعرها الطويلة حول وجهها و هي تواجهه بكآبةٍ لا تنقص من جاذبيتها شيء …
كان يقف على بُعد خطوتين منها، و رأته يزيح معطفه الرياضي عن كتفيه ليسقط فوق الأرض منضمًا إلى عباءتها، رفعت عينيها لتحدق بوجهه الآن، و لكن صدمها ما رأت، بل هالها و هزّها في الصميم
إنها دموع !