لكنها تحمّلت و بقيت مصغية إليه و هو يقول و عنف مشاعره يكتسح نظراته :
-سلاف لو انتي تقدري تبعدي عني أنا مقدرش. طول ما فيا روح مستحيل أسيبك. انتي نسيتي و لا إيه ؟ انتي كنتي حلم بالنسبة لي. لازم أقولك تاني. إني كنت بنام و أقوم أدعي ربنا تكوني ليا. أو يشيلك من قلبي.. انتي الحاجة الوحيدة إللي فتنتني. الحاجة الوحيدة إللي وقفت عاجز قدامها. و ما صدقت تكوني ليا. و إنك كمان بقيتي أم ولادي.. بعد كل ده متخيّلة إني
أطلّقك !؟؟؟
كانت تنظر إلى عينيه بالتناوب، عابسة، تائهة في تفاصيل ما يروي عليها من مشاعر، يذكرها بعهد الغرام بينهما، ذكريات ما قبل الزواج، كل شيء جميل مر بينهما في تلك الحقبة …
-مش بسهولة ممكن أنسى يا أدهم ! .. تمتمت “سلاف” مصرّة على موقفها :
-انت كنت معودني على نمط معيّن في التعامل بينّا. و فجأة حسيت إنك غدرتني.. إديني وقتي لما أنسى إللي حصل …
قطب بشدة محتجًا على ما تقوله، لكنه تصرّف بحكمةٍ و هو يقترب منها أكثر حد اللصوق و يقول :
-وقت إيه يا سلاف. مش مستاهلة يا حبيبتي. انتي بتحبيني و أنا روحي فيكي.. قوليلي أعمل إيه عشان أعوضك عن إللي حصل. انتي ماكنتيش عايزة تخلّفي تاني !
بمجرد أن ذكر خسارتها العظيمة مجددًا ذرفت عيناها الدموع و هي ترد عليه بقهرة :
-بس حصل. حصل و حملت.. إزاي مفكر إنها سهلة عليا. أخسر إبني أو بنتي !!
كانت تقمع إحساس الكرب الشديد بصعوبةٍ، بينما لم يتقبّل ما تريد أن تفرض عليه من قيود، إنه بالفعل يكاد يفقد عقله لطول البُعد عنها، لن يتحمل المزيد من الجفاء …
-سلاف ! .. غمغم “أدهم” مغمضًا عينيه بشدة يُهدئ قدر ما استطاع من لوعة صبوته :