-ردي عليا يا حبيبتي ! .. توسلها مرةً أخرى
لا يذكر بأنه أقل بنفسه في أيّ وقت أمامها مثل الآن، لكنه كان على استعدادٍ ليفعل أيّ شيء في سبيل استعادتها، كان يعرف بأن هذه الرحلة هي الفرصة الأخيرة لعلاقتهما، لا يمكن أن يخسرها، روحه متعلّقة بها، يعشقها و يخشى كثيرًا أن تكرهه.. أو لعلها كرهته بالفعل …
أرعبته الفكرة و جعلته يستوضحها و الخوف بادٍ على ملامحه :
-مش قادر أصدق إنك سلاف إللي واقفة قصادي. و مش عايز أصدق إللي أنا حسّه. انتي.. انتي كرهتيني يا سلاف !؟؟
فتحت فاها لأول مرة منذ أقلعا من مطار “القاهرة،” و قالت و هي تمنع بصعوبةٍ لهجة الجزع من صوتها :
-أنا مش بكرهك يا أدهم. و لا عمري أعرف أكرهك. بس.. إللي عملته فيا مش قادرة أنساه. انت عيّشتني أيام صعبة. سبتني لوحدي. كنت عارف إللي بمر بيه و بردو فضلت تعاقبني، أنا مش ناسية إنك مديت إيدك عليا. مش ناسية قسوتك إللي أول مرة تكشف لي عنها.. انت خلّتني أحس لأول مرة من يوم ما حبيتك إني يتيمة و ماليش حد يا أدهم !
تغلغل بداخله شعور بسيط من الراحة، فقد أخبرته بأنها لا تكرهه، يعني إنها لا تزال تحبه، و لكن ما فعله بها يعطل مؤقتًا مشاعرها تجاهه، إذن فهو منذ الآن سيأخذ على عاتقه إعادة خلق هذه المشاعر، سوف يبذل جهده …
-أنا عمري ما قصدت أجرحك أبدًا يا سلاف. و انتي عارفة. انتي إللي جرحتيني.. كنتي مستنية مني إيه لما ألاقيكي بتقوليلي طلقني و أتجوز. انتي جننتيني. أنا سيطرت على نفسي بصعوبة ساعتها. الصورة إللي رسمتيها في عقلي مش مقبولة أبدًا
أبدًا !!!
نظرت له بشكٍ معقّبة :
-و لما قلت إنك هاتطلقني بجد !؟
-أنا أطلّقك !؟؟ .. علّق باستنكارٍ و هو يضغط على يديها بقبضتيه إلى حد الإيلام