الديكور البسيط، الأثاث الخشبي العاري، و الأرض الرخامية البرّاقة، و الزينة المصنوعة كلها يدويًا، من حيث كانت واقفة كان بإمكانها رؤية غرفة النوم هناك في الواجهة، محجوبة خلف ستارٍ شفاف، و في المنتصف حجرة معيشة تليها مطبخٍ مكشوف، و قاعة الحمام في الطرف الآخر تصل إليها بدرجٍ عريض و ليس بطويل، لم يكن محجوبًا على الإطلاق، مِمّا حث بداخلها موجةٍ من الأدرينالين
استدارت نحوه أخيرًا و قد تخلّصت من النقاب، أخذت تعب الهواء إلى رئتيها المتعبتين
كان يبتسم إليها ببساطةٍ، بينما لا تزال تعبس في وجهه، نزع قبعة الرأس الصوفية التي أحاطت برأسه، ثم أخذ يقترب منها على مهلٍ مستطردًا و هو يخلل أصابعه عبر خصلاته الملساء :
-عجبك ؟ قوليلي لو ناقصك أي حاجة. كل حاجة ممكن نحتاجها موجودة هنا. و في عشا مخصوص في المطبخ …
لا زالت لا ترد عليه، فتنهد بسهدٍ واضح، وقف أمامها لا يفصلهما سوى سنتيمترات قليلة، أمسك بيديها و اجتذب عينيها إلى عينيه متمتمًا بصوتٍ برزت به نبرة توسل :
-سلاف. أنا عملت كل ده عشانك. جبتك هنا عشان أخليكي مبسوطة.. ماتحسسنيش إني قليل الحيلة أوي كده !
مسّتها كلماته المستعطفة، لكن صور الأحداث الماضية لا تنفك تتراقص أمام عينيها الآن.. اساءته إليها، صفعته، و آخر شيء فقدان جنينها !!
كان هو المتسبب بذلك، لقد وعدها مسبقًا، عندما تزوجها بأنها لن تندم على إختياره، بأنه سيكون ملاذها الآمن و حاميًا لها، كيف إنقلب عليها بلحظةٍ !؟
لا تستطيع أن تغفر له الأيام و الليالي التي هجرها و هو يعلم بأنها تعاني، فيما مضى لم يكن يطيق أن يحزنها، مهما قالت و قامت باستفزازه، كان يعرف كيف يحتويها …