فيلا معيّنة، إنفتحت البوابة التي تعمل إلكترونيًا بأمرٍ منه، فتوغل إلى الداخل و توقف وسط الباحة المظللة بأغصان الشجر و الورود، و هناك خريرٍ قريب لجدول مياه من الخزف و الرخام …
فتح للصغيرة بابها لتترجل، ثم أتى بحقيبتها و أمسك بيدها ليرتقيا الدرج الصغير المفضي إلى مدخل البيت، فتح “مراد” الباب بفتاحه الخاص و دعاها للدخول أمامه، و بدأ ينادي ما إن دخلا :
-إيمان.. إحنا جينا.. لمى هنا يا حبيبتي !
و كانت أقرب ممّا يظن …
زوجته.. أمها… كانت تقف هناك أمام الشرفة المطلّة على الحديقة الخلفية
جميلة، مشرقة في ضوء الشمس المائل نحو الغروب، دمعت عينيّ الصغيرة و هي تنظر إليها الآن، تفتدها بشدة، تحتاج
لحضنها …
-مامي ! .. غمغمت “لمى” و رنة البكاء في صوتها الناعم
ابتسمت لها “إيمان” و لمعة عيناها واضحة، لمعة لا تخلو من الشجن و الحزن الدفين، فتحت لها ذراعيها و دعتها :
-لمى.. حبيبة أمها. تعالي …
قفزت الصغيرة في الحال و ركضت بسرعة إلى أحضان أمها، ركعت “إيمان” في اللحظة التي استقرّت بها فلذة كبدها بين
أحضانها، كلتاهما تغمضان أعينهما، تبكيان في صمتٍ
و تربت الأم على شعر إبنتها و تهمس لها بعبارات الحب و الأسف …
لم يكن هناك ما يدعو للسرور في نظره أكثر من مشهدٍ كهذا، و أخيرًا فعلها “مراد”.. و جمع شملهما من جديد ! ………………………………………………………….
يتبع…
“ما أصابني ليس لأنّي لم أعد أحبك ؛ و لكنني أخشى أن افعل !”
_ سلاف
أبر بوعده لها، ما أن تعافت قليلًا بحيث أمكنها الوقوف على قدميها، استعادت قسمًا كبيرًا من عافيتها، فلم ينتظر زوجها و قام بالحجز بأول طائرة إلى وجهتهما، الوجهة التي لم تعرفها إلا عندما أعلن عنها من خلال المكبرات الصوتية بالمطار